بعد نكسة يونيو عام 1967 واحتلال إسرائيل أرض سيناء بدأت معارك الاستنزاف بمعركة رأس العش فى الأول من شهر يوليو لنفس العام واستمرت المعارك حتى تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف إطلاق النار فى الثامن من شهر أغسطس عام 1970
بعد نكسة يونيو عام 1967 بدأت إسرائيل تروج شعاراتها الرنانة والكاذبة والمغرورة أيضا وتدّعى أن جيشها لا يقهر وإنها صاحبة الذراع الطولى ولكن أبطال مصر تمكنوا خلال معارك الاستنزاف من إخراس تلك الشعارات الجوفاء ثم فاجأوا العالم فى السادس من أكتوبر 1973 – العاشر من رمضان 1393 هـ بعبور قناة السويس واقتحام خط بارليف الحصين لتحرير سيناء الحبيبة من دنس الاحتلال الإسرائيلى .
نؤكد هنا أن انتصارات أكتوبر 1973 جاءت نتاج الاعتماد على الله تعالى ثم العلم والتخطيط والعمل المنظم وتوحد القلوب والشعوب العربية على قلب رجل واحد وسجلت السجلات العسكرية العالمية لأبطال مصر الكثير من الأرقام القياسية الغير مسبوقة .
فى هذا الصدد يضم كتابى هذا بطولات البطل محمد إبراهيم عبد المنعم المصرى الشهير بمحمد المصرى فخلال معارك أكتوبر 1973 تمكن من تدمير 27 دبابة إسرائيلية بثلاثين صاروخا ومن بينها دبابة عساف ياجورى قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلى مما كان له أكبر الأثر فى استسلامه ووقوعه فى الأسر .
يُعد البطل محمد المصرى صاحب الرقم القياسى العالمى فى تدمير الدبابات ويأتى بعده البطل عبدالمعطى عبد الله عيسى برصيد 26 دبابة ثم البطل محمد عبد العاطى برصيد 23 دبابة
ومما تجدر الإشاره إليه أن البطلين محمد المصرى وعبد المعطى عبد الله عيسى عملا تحت قيادة البطل الرائد صلاح حواش والذى استشهد فى الثامن من شهر أكتوبر 1973م .
والجدير بالذكر أيضا أن الرقم القياسى العالمى المُسجل فى تدمير الدبابات كان لأحد الجنود الروس برصيد سبع دبابات خلال الحرب العالمية الثانية ولذا تم تخليده بتمثال فى الميدان الأحمر بموسكو .
لقد اخترت عنوان ( قاهر الدبابات ) لهذا الكتاب لأن بطولات البطل محمد المصرى تمت على مسرح العمليات وكتبت رسالة للعالم .. كل العالم مفادها أن جند مصر هم خير الخلف لخير السلف وأن الإنجازات الكبيرة يُخلّدُها التاريخ ، أما الشعارات الجوفاء فمصيرها الموت تماما مثلما تموت السمكة وحدها فى الصحراء .
قبل أن أترككم مع صفحات كتابى هذا أؤكد لكم على مواصلة تنقيبى وبحثى عن البطولات المصرية وتقديمها للأجيال والتاريخ مهما تكبدتُ من مشقات فقطار التاريخ لا يتوقف إلا فى المحطات الكبيرة .